قائمة المحتويات
هل الذنوب تتضاعف في عشر ذي الحجة ؟ هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ العشرَ الأوائلَ من ذِي الحجةِ لها مكانةٌ عظيمةٌ في الشرع الحنيفِ، وفي هذا المقال عبر موقع قروب الماميز سيتمُّ تخصيص الحديث عن هذه الأيام وبيان مصير الذنوبِ والطاعات في هذه الأيام، كما سيتمَّ بيان بعض الأعمال المستحبة في هذه الأيامِ الفضيلة.
هل الذنوب تتضاعف في عشر ذي الحجة
إنَّ السيئة التي يكتسبها العبد لا تتضاعف، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}،[1] وبناءً على ذلك فإنَّ الذنوبَ لا تتضاعفُ في العشرِ مِن ذِي الحجةِ، لكنَّ قد تعظم عند الله -عزَّ وجلَّ- لمكانة هذه الأيام عند الله وشرفها.[2]
هل الحسنات تتضاعف في عشر ذي الحجة
لقد جاءت الأدلة الشرعية التي تبيِّن أنَّ الحسنات تتضاعف في الأيام الفاضلة والمكان الفاضل، ومن المعلوم أنَّ العشرَ الأوائلَ من ذِي الحجةِ لها مكانتها في الشرع الحنيف، وبناءً على ذلك فإنَّ الحسنات تتضاعفُ فيها بإذن الله.[3]
الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة
هناك عددًا من الأعمال التي يُستحب للمسلم فعلها في العشرِ الاوائل من ذي الحجة، وفي هذه الفقرة من مقال صحة حديث لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر سيتمُّ ذكر بعض هذه الأعمال، وفيما يأتي ذلك:
الصيام
يعدُّ الصيام من جملة الاعمال الصالحة المستحبة في العشر الأوال من ذي الحجة، ولا سيما في يوم عرفة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ”، والمقصود بتكفير السنة القادمة؛ أي أنّ الله -عزَّ وجلَّ- يوفّق عبده المؤمن في اجتناب الذنوب والمعاصي التي تحتاج إلى تكفير في سنته القادمة؛ جزاءً له على صيام يوم عرفة.[4]
اقرأ أيضًا: صحة حديث صيام يوم عرفة أحتسب على الله
الذكر
في هذه الفقرة من مقال هل الذنوب تتضاعف في عشر ذي الحجة، سيتمُّ الحديث عن الذكر في هذه العشرِ، حيث يُستحب كذلك للمسلم أن يكثر من ذكر الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الأيام الفضيلة، وأن يُشغل نفسه بالتكبير والتهليل، ويُستحبُّ له أن يذكر الله -عزَّ وجلَّ- بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأن يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير”، وكان الصحابي عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- يذكر الله -تعالى- كثيراً في يوم عرفة فيقول: “الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، اللهم اهدني بالهدى، وقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى”.[5]
اقرأ أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
الدعاء
يُستحب للمسلم أيضا كثرة الدعاء، ولا سيما في يوم عرفة؛ إذ أنَّ رسول الله بيَّن أنَّ الدعاء في هذا اليوم يكون من أفضل الدعاء وأكثره خير، وأقرب للإجابة، ودليل ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ”.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة كم باقي على ذي الحجة
فضل العشر الاوائل من ذي الحجة
فضَّل الله -عزَّ وجلَّ- العشرَ الأوائل من ذي الحجةِ، على غيرها من الأيامِ من عدةِ وجوهٍ، وفي هذه الفقرة من مقال هل الذنوب تتضاعف في عشر ذي الحجة، سيتمُّ ذكر هذه الفضائل، وفيما يأتي ذلك:
- أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أقسم بهنَّ في سورة الفجر، حيث قال تعالى: {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
- أنَّ هذه الأيام تشمل على يومٍ فضيل، وهو يوم عرفة، وهو يوم الحَجّ الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضاً يوم النَّحر؛ لقَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”.
- أنَّ عبادة الحجِّ، والذي يعدُّ ركنًا من أركان الخمسة تؤدى في هذه الأيام.
- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- شهد لهذه الأيام بأنَّها أعظم أيام الدنيا، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ”.
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل الذنوب تتضاعف في عشر ذي الحجة ؟ كما تمَّ بيان مصير الحسنات في هذه الأيام، ثمَّ تمَّ ذكر بعض الأعمال المستحبة للمسلم في هذه الأيامِ الفضيلة.
