فضل كل يوم من عشر ذي الحجة
قائمة المحتويات
فضل كل يوم من عشر ذي الحجة، وترتيب شهر ذي الحجة بين الشهور القمرية هو الثاني عشر، وعدد أيامه تسعة وعشرون يومًا، وفي السنة الكبيسة يصبح ثلاثون يومًا، وفي يومه التاسع يكون يوم عرفة، وهو يوم الحج الأكبر، أمَّا اليوم العاشر منه، فيكون أول أيام عيد الأضحى المبارك لدى المسلمين، وهو من الأشهر الأربعة المحرمة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم، وعبر موقع قروب الماميز سيتم التعرف على فضل كل يوم من عشر ذي الحجة.
فضل كل يوم من عشر ذي الحجة
لأيام ذي الحجة العشر الأوائل فضائل كثيرة، وقد دلّت على هذه الفضائل نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفيما يأتي بيان بعض هذه الفضائل كما أشارت إليها النصوص الصحيحة:[1]
- الأيام العشر من ذي الحجة أيام توحيدٍ لله تعالى: فالتوحيد أساس العبادة، وبه بعث الله تعالى رسله وأنبياءه، وفي الأيام العشر من ذي الحجة يلهج المسلمون بالتكبير والتحميد والتهليل.
- الأيام العشر من ذي الحجة أفضل أيام الدنيا: فقد أقسم الله تعالى بهذه الأيام؛ وذلك لبيان منزلتها وفضلها، فهي أيام اجتمعت فيها أمهات العبادة وهي الصلاة، والصوم، والصدقة والحج.
- العمل الصالح في الأيام العشر أعظم من غيرها من الأيام: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ”.
- الأيام العشر أيامٌ معلوماتٌ: حيث قال الله تعالى: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ”، فقد فَسّر العلماء الأيام المعلومات في هذه الآية بالأيام العشر من ذي الحجة، واستحبوا فيها كثرة ذكر الله تعالى.
- مغفرة الذنوب والعتق من النار في يوم عرفة: فيوم عرفة هو اليوم التاسع من أيام ذي الحجة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
فضل العاشر من ذي الحجة
يُسمى اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بيوم النحر، ولهذا اليوم العديد من الفضائل الكبيرة؛ لما فيه من العبادات والمناسك، وهو يوم الحج الأكبر الوارد بقوله تعالى: “وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَْكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ”، لأن الحج يتمّ فيه، وتتمّ فيه الكثير من مناسكه؛ كالرمي والحلق ونحر الهدي وغير ذلك من المناسك.[1]
أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجّة
بعد ذكر فضل كل يوم من عشر ذي الحجة، سنتحدث عن أفضل الأعمال التي يُمكن للمسلم القيام بها في هذه الأيام الفضيلة وهي ما يأتي:[2]
- الحج: أداء فريضة الحج من أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها في هذه الأيام الفضيلة، ويُدّ فرصة للمسلم لمراجعة أفعاله والتّوبة إلى الله تعالى للتخلّص من ذنوبه، ويرجع لله تعالى خالياً من الذّنوب دون رجعةٍ إليها. والحجّ خالص النيّة لله تعالى تقرّباً له وطمعاً في مرضاته لا جزاء له إلا الجنّة، كما ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- حين قال: “العمرةُ إلى العمرةِ كفَّارَةٌ لمَا بينَهمَا، والحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ”.
- الصّيام: ورد فضل الصّيام في العديد من الأحاديث النبويّة الشّريفة، وخصّ الله تعالى الصّائمين بجزاء خاصّ بهم دون غيرهم، وهو كما ورد عن في الحديث القدسيّ: “يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أجزي به”، وإذا عجز المسلم عن صيام الأيام العشرة كاملة فله أن يصوم ثلاثة أيام منها باختياره، وإلا فليصم يوم عرفة لفضل هذا اليوم وأهميّته، قال -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث الشّريف عن صيام يوم عرفة: “ما من يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ عبدًا منَ النَّارِ، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ”.
- قراءة القرآن الكريم: حيث إنّ فضل القرآن الكريم لا يقف فقط على يوم عرفة، بل له فضل عظيم في جميع الأوقات، إلا أنّ الأجر المُضاعف في هذه الأيام هو سبب في قراءة المزيد من القرآن الكريم طمعاً بالثّواب، يقول الرّسول عليه السّلام في الحديث الشّريف عن فضل قراءة القرآن: “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعشرة أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ”.
- الأضحية: وهي من السنّة الثّابتة التي تلي يوم عرفة، وتمتدّ فترتها أربعة أيّام، وهي أيّام عيد الأضحى المُبارك، حكمها سنّة مؤكّدة، إذ سنّها الله تعالى عن إبراهيم عليه السّلام في حادثة المنام المعروفة التي رأى فيها نفسه يذبح ابنه إسماعيل، ففداه الله بعجل سمين. وورد في الحديث الشّريف عن الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- في فضل الأضحية: “كانَ إذا أرادَ أن يضحِّيَ، اشتَرى كبشينِ عظيمينِ، سَمينينِ، أقرَنَيْنِ، أملَحينِ موجوءَينِ، فذبحَ أحدَهُما عن أمَّتِهِ، لمن شَهِدَ للَّهِ، بالتَّوحيدِ، وشَهِدَ لَهُ بالبلاغِ، وذبحَ الآخرَ عن محمَّدٍ، وعن آلِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ”.
فضل صيام عشرة من ذي الحجة
من أعظم الأعمال مَثوبةً لغير الحاجّ صيامُ الأيام التِّسع الأولى من شهر ذي الحجة، وأكد هذه الأيام في الصيام يوم عرفة -اليوم التاسع من الشهر- ويليه يوم التروية اليوم الثامن من الشهر وهذا الصيام سنةٌ، وليس بفرضٍ، وقد أكد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على صيام يوم عرفة، وقال النووي في صيام باقي الأيام أنها مستحبة استحبابًا شديدًا، ومن فضل صيام يوم عرفة على وجه التحديد تكفير ذنوب وخطايا وآثام الصائم لسنتين ماضيةٌ وأخرى آتيةٌ. أما باقي أيام التسع فهي داخلةٌ في الثواب والفضل العام للصيام الذي يقع أجره وجزاؤه على الله، أما الحديث المتعارف بين الناس من تحديد فضل صيام كل يومٍ على حدة وارتباط كل يومٍ بأحد الأنبياء -عليهم السلام- فلا أصل له.[3]
وهكذا نكون قد أدرجنا فضل كل يوم من عشر ذي الحجة، فالأيام العشر هي من مواسم الطاعات، التي لا بدّ أن يعرف المسلم فضلها، وأن يعرف أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها في هذه الأيام المباركة.