بداية التكبير في عشر ذي الحجة
قائمة المحتويات
بداية التكبير في عشر ذي الحجة ؟ والتكبير هو قول “الله أكبر”، والمقصود فيها هو ذكر الله جلّ في علاه وتكبيره، وإحياء عظمة صنيعه وكبريائه في القلوب، فهو خالق كلّ شيء، بيده مقاليد السماوات والأرض، فإذا آمن الإنسان بذلك قولًا ويقينًا وعملًا، وأحسن الظنّ بالله، فلا يضرّه شيءٌ بعد هذا، فيقبل على طاعة الله، وتتحرّك جوارحه لعبادة الله -سبحانه- وتعالى، ولامتثال ما أمر به، والابتعاد عن ما نهى عنه، وهذا هو فضل التكبير مجملًا، وعبر موقع قروب الماميز سيتم التعرف على وقت بداية التكبير في عشر ذي الحجة.
بداية التكبير في عشر ذي الحجة
بداية التكبير في عشر ذي الحجة يكون في أَوَّل يومٍ من شهر ذي الحجَّةِ إلى غروبِ شمسِ آخرِ يومٍ من أيَّام التشريقِ، ومدته ثلاثة عشر يومًا، وقد تقدّم في أدلّة مشروعيّة التّكبير قول ابن عباسٍ رضي الله عنهما: “أنَّ الأيَّامَ المعلوماتِ عشرُ ذي الحجَّةِ آخرُها يومُ النَّحرِ، وأنَّ المعدوداتِ ثلاثةُ أيَّامٍ بعدَ يومِ النَّحرِ”، ووجه الاستدلال “أنّ الله قد أمر بذِكره ذكرًا عامًّا، والتّكبيرُ وجه من وجوه الذّكر، وعليه فهو شاملٌ لأيّام العشر من ذي الحجة، وأيّام التشريق الثلاثة حتى غروب شمس آخر يوم منها”، والتكبير في أيام ذي الحجة هو التكبير المطلق كما يُسمّى.[1]
التكبير في عيد الأضحى
تأتي سنّة التكبير في عيد الأضحى ضمن مجموعة من السُنَن التي يُستحَبّ للمسلم فِعلها يوم العيد، كالغُسل قبل الخروج إلى الصلاة، ولبس الجميل من الثياب، وتهنئة المُسلمين بعضهم البعض بمناسبة العيد، والذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة من طريقٍ آخر، وقد جاء التوجيه الشّرعي يدعو إلى إظهار شعيرة التكبير في العيد؛ لقوله تعالى: “وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”،[2] ويستشعر المسلم معاني ودلالات التّكبير في قلبه؛ فالتكبير يتضمن شُكر الله تعالى على توفيقه للعبد؛ لأداء الطاعة التي قدَّمها، ويشتمل التكبير على أنواع الذِّكر جميعها؛ من حَمدٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ، كما أنّ جملة “الله أكبر” تعني: تعظيم الله تعالى عن كلّ نقص، وتعظيمه على كلّ عظيم، وفي التكبير إعلانٌ من المسلم بمَحبّته لله -تعالى-، وشعوره بالعزّة والسعادة بقُربه منه، ويكون ذلك مُصاحباً لتكبيره عند فرحه بقدوم العيد.[3]
الحكمة من التكبير في صلاة العيد
التكبير لغة هو التعظيم، وقوله تعالى: “وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ،[4] أي تعظيمه وقول: “الله أكبر”، ولِكون التوقيف هو الأصل في العبادات يتحتّم على المسلم اتّباع أوامر الله تعالى ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلّم- سواء استطاع أن يُدرك الحكمة في ذلك أم لا، لا سيما فيما يتعلّق بكيفية الصلاة لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي”، أو كيفية الحج لقوله صلّى الله عليه وسلّم: “خُذُوا عَنِّي مناسكَكم”، أو فيما يتعلّق بأحكام الصيام وغيرها من العبادات التي لا مجال للعقل فيها، قال تعالى: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”[5] لذا فإنّ التكبير الذي شرعه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاة العيدَين هو أمرٌ تعبّدي ليس للمسلم فيه إلّا التسليم والطاعة.[6]
وهكذا نكون قد تعرفنا متى تكون بداية التكبير في عشر ذي الحجة، كما تعرّفنا على التكبير في عيد الأضحى، وذكرنا الحكمة البالغة من تشريع التكبير في العيد.